• اخر الاخبار

    الأحد، 20 ديسمبر 2015

    صفات كتاب الطفل







    لا شك في أن للكتاب أهمية كبيرة بالنسبة إلى الطفل، ونحتاج - لنتعرف إلى هذه الأهمية - إلى كثير من البحوث والدراسات، ولكن يمكننا القول إن كتاب الطفل يعوّد الطفل على التأمل والتفكير في نفسه وفيما حوله، ويدفعه إلى طرح الأسئلة عن كل شيء، كما أن الغاية المرجوة من الكتاب هي الحفاظ على الارتباط الدائم بين نمو الطفل الجسدي ونموه العقلي والإدراكي، بما يضمن حمايته من أي انقطاع قد يصيب نمو شخصيته وهو ينتقل من مرحلة إلى أخرى فالكتاب يغرس في قلب الطفل السمات الإنسانية النبيلة ويمكّنه من تطوير قدرته على تذوق الجمال ويمنحه كثيراً من المعرفة والأخلاق، إضافة إلى ترفيهه وإدخال السرور على قلبه.

    وإذا اعتاد الطفل على صحبة الكِتاب فإن خياله سيتوسع ويتخطى الظروف الراهنة، فهو عندما يقرأ قصة مثلاً فإنه يتابع البطل الذي يواجه المصاعب ويتخطاها فيطمئن الطفل عندما يرى مصاعبه الخاصة تحل من خلال هذا البطل، كما يعد الكتاب بالنسبة إلى الطفل وسيلة للتعبير عن النفس تأخذ أشكالاً عديدة فنية وكتابية وجسدية وشفوية ونفسية، والطفل أمام الكتاب يتصرف كيفما يشاء، يحلم ويتأمل وهو يتنقل بين فصول الكتاب، ويقرأ متى يشاء كخطوة أولى نحو الاستقلالية.

    * صفات كتاب الطفل:
    علينا أن نجعل الطفل يحب الكتاب ويعتاد القراءة، ولكن بموازاة ذلك علينا أن نحسن اختيار الكتاب الذي سنقدمه إليه من حيث مناسبته للمرحلة العمرية التي يعيشها الطفل بما يضمن أن نثير داخله التشويق والجاذبية والتفاعل مع محتويات الكتاب، ويمكن أن نقول أن انتقاء كتاب الطفل النموذجي محكوم بعدة صفات يجب أن يتحلى بها هذا الكتاب:1 - الموضوعية:
    يجب أن تكون مادة الكتاب موضوعية كأن تتضمن فكرة أو موقفاً أو تجربة أو معلومات مفيدة تتسم بالواقعية والصدق، كما يجب أن يكون لدى المؤلف شيء ذو قيمة يريد أن يوصله إلى الطفل، بحيث يرضيه ويجذبه ويجعله يتفاعل مع مادة الكتاب مهما كان شأنها، ونؤكد هنا على سمة الصدق التي سيكون لها أثر كبير في نظرة هذا الطفل إلى العالم الذي نقدمه إليه في الكتاب كما هو، بدون أقنعة ودون ادعاءات لا يمكن تحقيقها، كما يجب أن ينبع الكتاب عموماً من صلب العمل التربوي، الذي يهدف إلى تنمية معارف الأطفال، وتقوية محاكماتهم العقلية، وإغناء حسهم الجمالي والوجداني.

    2 - المرحلة العمرية:
    لا بد أن يكون كتاب الأطفال مناسباً للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، حتى يتمكن هذا الطفل من قراءة الكتاب بيسر واستيعاب مضامينه وأهدافه وإسقاطها على حياته الخاصة والحياة العامة حوله، وبهذا يكبر حبُّه للكتاب والمطالعة ويميل إلى اقتناء الكتب، فلكل مرحلة عمرية سمات وخصائص معينة لغوية وعقلية واجتماعية وغيرها، فالكتاب الذي يناسب طفلاً في السابعة لا يناسب آخر في العاشرة مثلاً، وبعض الناشرين يضعون السن الموجه إليها الكتاب على الغلاف، لذلك لا بد من أخذ كل ذلك بعين الاعتبار عند الكتابة للأطفال وعند اختيار الكتاب المناسب للطفل.3 - الجانب المادي والفني:
    فيما يتعلق بشكل الكتاب من حيث الطباعة والرسوم والإخراج والألوان الزاهية ليكون هذا الكتاب مثيراً لذائقة الطفل ويبعث الثقة في نفسه، ولاسيما الرسوم التي تجذب الأطفال وتتيح لهم فهم العالم بصورة أفضل، كما تسهم في تنمية الذائقة الجمالية والفنية عند الأطفال.أخيراً فإن الأطفال هذه الأيام أصبحوا يستخدمون الحاسوب فظهرت الكتب الإلكترونية المخصصة لهم، وهنا يجب أن نختار هذه الأشكال الإلكترونية بعناية، كموسوعات الأطفال والقواميس والأطالس وبعض القصص والألعاب التي تشجع على القراءة والبحث عن المعلومات، لكن على الآباء أن ينتبهوا بحيث يجب أن لا تطغى الكتب الإلكترونية على قراءة الكتبالتقليدية.كما يجب أن يشمل كتابُ الطفل النموذجي معارف عمليةً وأدبية وفنيّة وتاريخية، وقيماً ومهارات وقدرات، إضافة إلى انفتاحه على الروافد الثقافية المختلفة، ويجب أن يراعي جنس الطفل، فللذكور ما يلائمهم، وللإناث ما يلائمهنّ، إضافة إلى الثقافة المشتركة بين الجنسين، ومن الملاحظ أن كتاب الطفل النموذجي يتجه إلى الطفل الفرد، ولكنه يسعى إلى أن يكون شاملاً الجماعةَ كُلَّها، ومن ثَمَّ فهو فردي وجماعي في آن معاً، كما أن كتاب الطفل النموذجي متكامل يضع أمامه حاجة الطفل العربي إلى النموّ العقلي والاجتماعي والانفعالي والجسدي، وحاجته إلى روح الجماعة والعمل المشترك، وإلى التدريب على المحاكمة والنقد والتحليل والتركيب والتعبير.ولا بد من أن يسهم كتاب الطفل النموذجي في تربية الطفل على الإبداع، فيساعده على رياضة ملكاته البشرية بحيث يُصبح أتمَّ نشاطاً واستعداداً للإنجاز، ومن خلال هذا الكتاب يجب أن نشجِّع الطفل على المشاركة الواسعة في حياة مجتمعه ووطنه وأمتّه، وأن ندفعه إلى الإسهام في تطوّرها الإيجابي وفي التعامل طواعيَةً مع الوسيط المحيط به، فيتأثّر به ويُؤثّر فيه، يُكيّفه ويتكيّف معه، مما يُسهم في تجانس المجتمع وتضامنه وقدرته على التقدُّم.إن الكتاب الجيد المقدم إلى الطفل غذاءٌ لعقله ولروحه معاً، وفي المقابل يسهم الكتاب الرديء في إفقار روح الطفل وعقله، وإذا كان أدب الأطفال ليس تسليةً وإنما هو غذاء؛ فإن عليه ألا يقصر في حق سمات التنشئة الإنسانية التي تقدم الكتاب بشروط يتقبلها الأطفال وتترك لهم حيزاً من المشاركة يسهم فيه الأطفال بحدسهم وموهبتهم.من أجل ذلك تسهم كتب الأطفال في إيجاد صيغ ثقافية جديدة تتلاءم مع اهتمامات الأطفال ومع طبيعة العصر في آن معاً، ولذلك يجب بذل الجهود كافةً، سواء داخل الأسرة أو خارجها، من أجل تعويد الأطفال على المطالعة في سن مبكرة وتعزيز قيمة الكتاب عندهم حتى تصبح المطالعة عادة متأصلة لديه، وهذا يعدُّ بحقٍّ مطلباً تربوياً مهماً في عصرنا الراهن وما يتسم به من زخم معرفي في شتى المجالات.


    عن موقع الألوكة
    • تعليقات بلوجر
    • تعليقات الفيس بوك

    0 التعليقات:

    إرسال تعليق

    Item Reviewed: صفات كتاب الطفل Rating: 5 Reviewed By: Unknown
    إلى الأعلى